recent
أخبار ساخنة

أسطورة أطلانطس بين الحقيقة والخيال (الجزء الخامس)

عندما غاص الكاتب والباحث الشهير (تشارلز بيرلتز) ، مع زميله خبير الغوص (د .مانسوت فالنتين) ، فى أعماق المحيط الأطلنطى، بالقرب من جزر (البهاما) وحولها ، كانت غاية طموحاتهما أن يجدا بعض الصخور ، ذات التركيبات المنتظمة ، التى توحى بأنها من صنع الإنسان، أو حتى تمثالا صغيرا، يؤكد الخبراء أنه لا ينتمى إلى حضارة قديمة معروفة !! ولكن كانت فى انتظارهم مفاجأة ! 
بل مفاجآت ! 
ففى كتابه ، الذى حطم الأرقام القياسية للمبيعات ، والذى حمل اسم (سر أطلانطس) ، ذكر (بيرلتز) كيف أنه وفريقه قد عثروا على الكثير من الأطلال القديمة الغارقة ، بالقرب من جزر الكارييى ، وعلى ماييدو أشبه بمدينة كبيرة، تستقر فى قاع المحيط، عند جزيرة (هاييتى) ثم كانت لحظة المجد ، عندما عثروا على طريق (بايمين) .. وطريق (بايمين) هذا عبارة عن طريق مرصوف بالأحجار ، شمال جزيرة (بايمين) ، بدا موحيا بأن هذه المنطقة كانت يوما ما فوق سطح الماء ، قبل أن تغرق ، وتختفى فى أعماق المحيط .. 
وبالقرب من ذلك الطريق ، رصد (بيرلتز) وفريقه ما بدا شبه بجدران ضخمة، وأقواس نصر كبيرة، وأهرامات ، وقواعد وأطلال قديمة ، فى حين رصد بعض الطيارين ، الذين ساهموا فى حملة البحث ، على مسافة عشرة أميال من جزيرة (أندراوس) ، دائرة ضخمة من الصخور ، بدت أشبه بقواعد أساس لبناء هائل .. ونشر (بيرلتز) كل هذا فى كتابه ، وأيده بالصور والوثائق ، وشهادة الشهود ، وأهمهم خبير الغوص (فالنتين) نفسه .. وقامت الدنيا ولم تقعد .. 




فالعلماء والخبراء ، الذين لم يغادر أحدهم مكتبه ، أو ييذل ربع الجهد ، الذى بذله (بيرلتز) وفريقه ، استنكروا تماما ما جاء فى كتاب هذا الأخير ، وقالوا: إن طريق (بايمين) هذا مجرد مجموعة من الصخور ، تصال\دف أن تراصت على نحو منتظم، فى أعماق المحيط !! وهنا ، نشر (بيرلتز) و ( فالنتين) مقالا مشتركا ، سخرا فيه من فكرة ونظرية المصادفة هذه ، وقالا ما معناه: إنها حجة الفاشلين ؛ لأن الطبيعة لن تشكل الصخور على هينة مكعبات ضخمة منتظمة الزوايا القائمة تماما ، وتفصلها فجوات متناسقة بشدة ، وتقطعها طرق أخرى على مسافات دقيقة متساوية .. والأهم والأخطر ، أن الطبيعة لن تصنع قاعدة عمودية صخرية ، أسفل كل مكعب ، على هذا النسق المعمارى الدقيق .. 
ولم يكتف (بيرلتز) و(فالنتين) بالمقال ، وإنما قاما بتصوير فيلم سينمائى للطريق الصخرى ، تم عرضه فى كل محطات التليفزيون الأمريكية تقريبا .. وفى نفس الوقت ، تم العثور على طريق آخر ، بوساطة فريق آخر ، بالقرب من شواطئ جزيرتى (يوكانان) و(هندوراس) .. طريق أكثر رحابة وضخامة ، ويمتد إلى داخل المحيط ، وكأنما يقود إلى شىء ما ، أو مكان ما ، كان هناك ذات يوم ، منذ قديم الزمن .. 
وبالقرب من (فنزويلا) ، عثر فريق ثالث فى أعماق المحيط ، على سور طويل ، يبلغ امتداده مائة ميل ! ولكن ييدو أن عناد العلماء لاحدود له ، وأنهم، فى تلك المرحلة على الأقل ، كانوا يرفضون تماما الاعتراف بما كشفه غير المتخصصين ، أو من لا يحملون شهادات علمية متقدمة ، مهما بلغ وضوحه وقوته .. فالجيولوجيون اعترضوا على ذلك السور الطويل ، من منطلق أنه من المستحيل أن يبلغ سور من صنع البشر هذا الطول .. وجاء الرد مرة أخرى ، على شكل فيلم سينمائى، يرصد السور ، مع عبارة ساخرة، تطالب الجيولوجيين بتفسير وجود (سور الصين العظيم) ، الذى يمتد لعدة آلاف من الكيلومترات ، مادام البشر ، من وجهة نظرهم، لا يمكنهم بناء سور طويل !! 
وفى هذه المرة سكت الجيولوجيون .. وسكت العلماء كلهم .. ولكنهم لم يعترفوا بما تم العثور عليه .. وعلى الرغم من كل هذا ، فقد تواصلت الكشوف ، التى اتخذت من نبوءة (كايس) طرف خيط لها .. تواصلت من كل الإتجاهات .. ففى قاع المحيط ، شمال (كوبا) ، رصد الروس أطلالا ضخمة، تمتد على مساحة عشرة أفدنة كاملة.. وفى الرصيف القارى لشمال (بورتريكو) ، كشفت ماسحة المحيطات الفرنسية (أرشميدس) درجات سلم منحوتة، بمنتهى الدقة والانتظام .. وكل هذه الكشوف لم تقنع العلماء .. كلها لم تكفهم؛ ليعترفوا - رسميا - بأن (أطلاتطس) حقيقة ، وليست أسطورة.. العجيب أنهم لم يفعلوا.. ولكن الأعجب أنهم، على الرغم من تجاهلهم لكل هذا، لم يتوقفوا قط عن البحث عن (أطلاتطس) ، ووضع النظريات عنها.. ولكن أبحاثهم اتخذت اتجاها جديدا هذا المرة .. 
لقد تركوا المحيط الأطلنطى ، وأعمدة (هرقل) ، وكل الدلالات التـى جاءت فى محاورتى (أفلاطون) ، وبدءوا فى وضع نظريات أخرى .. بل وفى وضع (أطلانطس) نفسها ، فى أماكن أخرى ، وغريية .. ومختلفة تماما .. فالبعض قال إن حضارة (كريت) ، عرفت باسم الحضارة المينوية ، نسبة إلى ملكها (مبينوس) ، هى فى واقعها حضارة (أطلانطس) ، التى ذكرها (كريتياس) ، فى محاورته الشهيرة ولكن (كريت) لم تكن أبدا قارة ضخمة، كما أنها ليست خلف أعمدة ( هرقل ) أو مضيق جبل (طارق) حاليا .. 
صحيح أن ما عثر عليه فيها، يشبه إلى حد كبير مارواه (أفلاطون) عن ( أطلانطس) ، وبالذات فى الجزء الخاص بمطاردة الثيران ،للإمساك بها دون استخدام أية أسلحة، إلا أنه من السير الاقتناع بأن تلك المنطقة الصغيرة ، كانت متقدمة إلى هدا الحد .. ثم لماذا لا تكون حضارة (كريت) قد التقطت بعض ما جاء به الناجون ، من بقايا حضارة (أطلانطس)، ومنها العادات والتقاليد ، وفكرة مطاردة الثيران بلا أسلحة أيضا ؟! ثم إن (كريت) لم تغرق أبدا، وظلت موجودة، فى زمن (أفلاطون) ، وفيما قبله وبعده ، ولو أنها المكان الذى يقصده ، لأشار إليها مباشرة ، دون الحاجة إلى وضعنا فى هذه الحيرة .. 




وفى زمن كهنة الفراعنة ، الذين رووا القصة للمشرع الأثينـى العظيم (صولون)، كانت كريت أيضا موجودة وكان يمكن أن يذكروها، دون حاجة إلى المواربة . النظرية مردود عليها إذن ، واضحة وضوح الشمس ، ولاتحتاج إلى الكثير من الجهد ، لدحضها وتفنيدها .. ولكن هناك نظرية أخرى أكثر غرابة .. نظرية تقول : إن (أطلانطس) لم تغرق فى أعماق المحيط الأطلنطى قط .. بل ولم تغرق فى أى محيط آخر .. أو أى بحر آخر .. لقد غرقت فى قلب الرمال .. نعم .. تقول النظرية الأخرى أن (أطلانطس) قد غرقت وسط رمال الصحراء الكبرى ، التى تمتد غرب (ليبيا) وشرق (الجزائر) ، وأن مصطلح الغرق هذا يعنى أنها قد دفنت تحت أطنان وأطنان من الرمال ، على مدى الزمن !! 
ومن وجهة نظرى الشخصية ، كان ينبغى أن أضع ألف علامة تعجب ، بعد السطور السابقة ، فالغرق فى الرمال يختلف تمام الاختلاف عن الغرق فى قلب المحيط، وعبقرى مثل (أفلاطون) ، لم يكن ليضعنا أمام خطا لغوى رهيب كهذا .. وحتى كهنة المصريين أنفسهم، ما كانوا ليقعوا فى هذا الخطأ قط .. ولكن العجيب أن أصحاب نظرية الغرق فى الرمال كانت لديهم نقطة قوية ، يمكن أن تؤيد نظريتهم .. نقطة تكمن فى نهاية الصحراء المشار إليها .. وبالتحديد فى كهف من الكهوف .. كهف عجيب .. جدا.. 
انتهى الجزء الخامس ويليه الجزء السادس والأخير بإذن الله 
أسطورة أطلانطس بين الحقيقة والخيال (الجزء الخامس)
منتدى مصطفى شاهين التعليمى

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent